يدّعون امتلاكهم نظاماً صالحاً لكلّ زمان ومكان... أسطورة البديل الأصولي الإسلامي - رصيف ٢٢- الخميس 15 أبريل 2021

 

 رابط المقالة https://bit.ly/2ReAXh8 

"فمثلاً مع كلّ إنجازاتها العلمية والتقنية، بقيت الحضارة الإسلامية منذ ظهورها حتى القرن التاسع عشر معتمدة بشكل أساسي على القوة البشرية والحيوانية في توليد الطاقة اللازمة للنشاط الاقتصادي، كما هو حال ما سبقها من حضارات، في حين تمكّن النظام الرأسمالي بتثويره للتقانة والصناعة والعلم من القفز من توظيف الطاقة البخارية إلى الطاقة النووية خلال أقل من مئتي عام.

مع تعويم النموذج الغربي برأسماليته ومؤسسات دولته الحديثة، وتعثر محاولات التحديث في عدة مناطق من العالم الثالث، ظهرت ردود أفعال سياسية واجتماعية أخذ بعضها شكل الدعوات الإحيائية للعودة إلى الصفاء الأيديولوجي أو العرقي. فعظيم الدلالة أن التيار الإحيائي الهندوسي الذي ينافس في زخمه الآن نظيره الإسلامي، تأسست أهم تنظيماته -منظمة المتطوعين الهندوسية- قبل ثلاثة أعوام من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في فترة ما بين الحربين العالميتين، في غمرة أسئلة التحديث السياسي في كلا المنطقتين، كما شهد تيار الأصولية الهندوسة انتعاشاً مماثلاً لنظيره الإسلامي في مطلع الثمانينيات مع تأسيس حزب بهاراتيا جاناتا -الجناح السياسي لمنظمة المتطوّعين- عام 1980 وهو الحزب الحاكم في الهند حالياً.

بدلاً من الاشتراك في السعي لإيجاد بديل تحرري أو إصلاح النظام الرأسمالي بإخضاعه لآليات تكبح ما يأتي به من تفاوت اقتصادي واغتراب اجتماعي وتغوّل قدرة رأس المال على الهيمنة على حياة البشر، فإنّ الإسلاميين تبنّوا خطاباً أصولياً وتصوّراً سياسياً واجتماعياً شديد الاستقطابية والقمعية عن علاقات الدين والدولة."

أحمد بورزان


Comments

Popular posts from this blog

مقالات أحمد بورزان المنشورة

مشكلة استبداد الأكثرية في الديمقراطية و حلولها