توحّش الدولة الأصولية... هوبس زائراً الشرق الأوسط -رصيف ٢٢- الخميس 22 أبريل 2021
:رابط المقالة
https://bit.ly/3ec7Nbv
"يسود الآن بين منظّري أصوليي المشرق انتقاد مؤسسات الدولة الحديثة. وهو خطاب يبني جناحه الأكثر تعقيداً على انتقادات تيارات الماركسية واليمين المسيحي وما بعد الحداثة لمؤسسات الحداثة وقيمها من فردية وعلمنة ونموذج سياسي ليبرالي ديمقراطي ورأسمالية.
مع وجاهة الكثير من هذه الانتقادات، فإن الطريق نحو نظام سياسي أكثر عدالة وحرية ومتجاوز لأزمات الدولة الديمقراطية الليبرالية، من الصعب أن يمر معبّداً بخطاب سياسي وثقافي أحادي وذو قمعية مستترة بالخصوصية الثقافية وأزمات الحداثة.
وإذا وضعنا جانباً جناح منظري الأصولية الما بعد حداثيين -بضبابية بعضهم حول مسائل الحريات والتعددية-، فإنّ الحساسية النقدية للحداثة ما تلبث أن تتلاشى عندما نستعرض ما يقدّمه إسلاميو المودودي وسيّد قطب من تصورات فكرية بديلة لا تتعدّى ثمارها السياسية ثلاثة مسارات: دولة شاسعة الشمولية والإقصائية والتمييز، نزاعات أهلية على أساس الانتماءات الأيديولوجية والدينية، وتورط متهور في صراعات تدميرية مع القوى العالمية.
خطاب إسلاميي المشرق يدمج بين مؤسسات الدولة الحدثية، ببيروقراطيتها وسعة سلطانها على المجتمع وقدرتها على ضبط مختلف مجالات الحياة، وبين محتوى أيديولوجي عالي الإقصائية والأحادية والاستقطاب إلى درجة تدفعنا إلى البحث عن كائن مماثل في الهول والروع لوحش توماس هوبس لوصف سلطان الدولة الوليدة من التصور السياسي لأصوليي المشرق."
أحمد بورزان
Comments
Post a Comment